لو فرضنا ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ أنّ الشيعة هم الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) ، فما هو ذنب شيعة اليوم حتّى تشملهم دعوة الحسين (عليه السلام) ؟ ولو كان الأمر كما يقول هذا القائل لكان اتّهاماً للعدالة الإلـهيّة ، هذا مضافاً إلى أنّ المحقّق تاريخيّاً ـ كما يذكر ذلك اليعقوبي في تاريخه ـ أنّ الكوفة في زمن خروج الحسين (عليه السلام)لم تكن منطقة شيعيّة ، وإنّما كانت أخلاطاً من الناس ، فكان فيها المسلمون والخوارج والأمويون والنصارى واليهود ، وهؤلاء هم الذين اشتركوا في قتل سيّد الشهداء (عليه السلام) ، والذي يؤكّد ذلك مخاطبة الإمام الحسين (عليه السلام)لهم يوم عاشوراء : « وَيْحَكُمْ يا شيعَةَ آلِ أَبي سُفْيان » ، وأنّهم حين قال لهم : « بِأَيِّ ذَنْب تُقاتِلوني ؟ قالوا له : إنّما نقاتلك بغضاً منّا لأبيك »