بسم الله الرحمن الرحيم
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران )
شرحه
قوله : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به ) وفي رواية البخاري : مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له .
قال النووي : الماهر الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه
( مع السفرة الكرام البررة ) السفرة جمع سافر ككاتب وكتبة والسافر الرسول والسفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله
وقيل السفرة : الكتبة ،
والكرام جمع الكريم أي المكرمين على الله المقربين عنده لعصمتهم ونزاهتهم عن دنس المعصية والمخالفة ،
والبررة جمع البار وهم المطيعون من البر وهو الطاعة
قال القاضي : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى ،
قال ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم
(الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد) أي يصيبه شدة ومشقة
وفي رواية مسلم : والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق .
قال النووي : وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه
( فله أجران ) أجر القراءة وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته ،
قال القاضي وغيره من العلماء : وليس معناه أن الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به ، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة ، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره ، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته ودرايته ، كاعتنائه حتى مهر فيه .