علاج العين والحسد والفرق بينهما[1]
1- الحاسد أعم من العائن، فالعائن حاسد خاص، فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنًا؛ ولذلك جاء ذكر الاستعاذة في سورة الفلق من الحاسد، فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته
[2].
2- الحسد يتأتى عن الحقد والبغض وتمني زوال النعمة، أما العين فيكون سببها الإعجاب والاستعظام والاستحسان.
3- الحسد والعين يشتركان في الأثر؛ حيث يسببان ضررًا للمَعِين والمحسود، ويختلفان في المصدر، فمصدر الحسد تحرُّك القلب، واستكثارُ النعمة على المحسود، وتمَنِّي زوالها عنه، أما العائن فمصدره انقداحُ نظرة العين؛ لذا فقد يصيب من لا يحسده من جماد، أو حيوان، أو زرع، أو مال، وربما أصابت عينه نفسَهُ، فرؤيته للشيء رؤية تعجُّب وتحديق، مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المَعِين.
4- الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقَّع قبل وقوعه، بينما العائن لا يَعِين إلا الموجود بالفعل.
5- لا يحسد الإنسان نفسه ولا ماله، ولكنه قد يَعِينُهما.
6- لا يقع الحسد إلا من نفس خبيثة حاقدة، ولكن العين قد تقع من رجل صالح، من جهة إعجابه بالشيء دون إرادة منه إلى زواله، كما حدث من عامر بن ربيعة، عندما أصاب سهلَ بنَ حنيف بعين، رَغْم أن عامرًا رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، بل ومن أهل بدر، وممن فرَّق بين الحسد والعين ابنُ الجوزي، وابن القيم، وابن حَجَر، والنووي، وغيرهم - رحمهم الله جميعًا.
ويستحب للمسلم إذا رأى شيئًا فأعجبه أن يبرِّك عليه، بمعنى أن يدعوَ بالبركة، سواء كان هذا الشيء له، أو لغيره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سهل بن حنيف: ((ألاَ برَّكْتَ عليه؟))؛ أي: دعوْتَ بالبركة؛ لأن هذا الدعاء يمنع تأثير العين.
الجن يَعِينون الإنس:
1- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك"
[3].
2- وعن أمِّنا أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارة في وجهها سَفعة - بقعة سوداء - فقال: ((استرقوا لها؛ فإن بها النظرة))
[4]، قال الفراء: قوله: سَفْعَة؛ أي: نظرة من الجن.
ومن هذين الحديثين يتبين لنا أن العين تقع من الجن، كما تقع من الإنس؛ ولذا يجب على كل مسلم أن يذكر اسم الله عندما يخلع ثوبه، أو ينظر في المرآة، أو يقوم بأي عمل؛ كي يدفع عن نفسه أذى الجن، من عين أو غيرها.