الجواب
يقول الله عز وجل:
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ *
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ }
[القلم:42-
43] هذه الآية فيها قولان للسلف : الأول: أن المراد بالساق الشدة.
يعني: يكشف عن شدة، وتشتد الأمور، ويدعى هؤلاء المنافقون إلى السجود ولكن لا يستطيعون؛
لأنهم لم يسجدوا لله عز وجل في الدنيا، فلم يتمكنوا من إجابة أمر الله تعالى في
الآخرة.
والقول الثاني: أن المراد بالساق هنا ساق الرب عز وجل.
أما الأول فيؤيده اللفظ، وأما الثاني:
فيؤيده حديث أبي سعيد الطويل حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يكشف عن ساقه.
فهل نأخذ بظاهر اللفظ، أو نقول: إن السنة تبين الظاهر وتحدد المعنى؟
هل نأخذ بظاهر اللفظ ونقول: المراد بالساق هنا الشدة، أو أن ساق الله ثبتت في الحديث والحديث تثبت
به الصفات كما تثبت بالقرآن، أو نقول: إن الآية تفسر بما يطابق الحديث؟
نقول: لولا الحديث الذي فيه أن الله يكشف عن ساقه جل وعلا لحرم أن نفسر الساق بأنها ساق الله،
لماذا؟ لأن الله لم يضفها إلى نفسه، وكل شيء لا يضيفه إلى نفسه لا يجوز أن تضيفه أنت إلى الله،
لكن ما دامت السنة جاءت بالسياق المطابق للآية، وأن الساق هو ساق الرب
عز وجل، فإننا نرجح أن المراد بالساق هنا ساق الله تبارك وتعالى،
ولكن يجب أن نعلم أنه لا يماثل سوق المخلوقين؛ لأن عندنا آية في كتاب الله محكمة واضحة فيها: { لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى:11] هذا خبر: { فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ } [النحل:74] هذا نهي